الأعمدة

في ذكرى البابا.. ماذا فعل الأوغاد بدارك..!!

• ترى ماذا فعل الأوغاد بدارك؟؟
• تلك التي كانت ملاذاً آمناً لكل الأهلة، كانت الواحة التي “ينجم” فيها الناس في صحراء الأيام، كانت “نقطة الضو” في عتمة الأيام، وكلمة السر التي يجتمع عندها الأهلة والأخلة، داراً لا تسمح لك بالدخول، إلا وقد غسلت نفسك من كل شحناء أو بغضاء، لذلك كان التسامح فيها سمة، تسقي النجيل المنشر على مدخله، وتمنح النخلة السامقة شموخها، وتمنح “الجهنمية” البيضاء” القدرة على الإزهار، فالورد لا يشي بجماله إلا في بيت ينبض بالحب والمحبة، وكان ذلك دار زعيم أمة الهلال بالمنشية، القبلة والعلم، والدروس والعبر، هو البيت الذي تدخله ثم لا تشعر أبداً بالوحشة فيه، لأن قلوب أهله كانت وستظل مفتوحة، حتى بعد رحيل البابا الطيب عبد الله إلى دار الخلود، وترجل أم الكل “ماما الدر” لتلتقط الدكتورة تيسير المسئولية في أن يظل البيت مفتوحاً، ويالها من مسئولية..!!
• هل عبث الأوباش بكل هذا الجمال؟؟، هل يدركون أنهم يدنسون تأريخاً نقياً وأبيضاً بوقع “البوت المدنس” بدماء الأبرياء، وبصرخات الحرائر، وبمنهوبات الناس؟؟، هل يدركون إلى أي ركن من التأريخ يدلفون؟؟، هل يعرفون البابا الطيب عبد الله وسماحته حياً وميتاً ليغتصبوا داره ويحيلوها إلى خراب، وهي التي ظلت ملجأ المقطوع والخائف والمرهق والجائع؟؟، هل يعرفون الهلال نفسه ليعرفوا قادته، أولئك الشتات الهجين المرتزقة؟؟
• هل نسفوا تأريخاً مليئاً بالصور والذكريات والمواقف كانت تئن بها حوائط الدار العامرة؟؟، هل حطموا كل توثيق هناك على الأرض، ثم وطئوه بأقدامهم، أو ألقوه للريح تتقاذف فيه تأريخاً بذل فيه العرق والدم والمال ليكون الهلال كبيراً، هل أحرقوا كل هذا، وتركوه نهباً للعواصف واللصوص؟؟
• إنها ذكرى رحيل هرم كبير من أهرام السودان، وزعيماً وقائداً لم يتكرر في تأريخ الأمة الزرقاء، لم يكن زعيما لمجرد أنه صنع فريقاً أو حقق بطولات، ولكن لأنه أرسى قيما كبيرة من المفاهيم والأخلاق، وغير مسارات التفكير، والتسامي عن الصغائر والجراحات من أجل القضايا الكبيرة، علم الناس متى يكون الإقدام حزماً، والإحجام عزماً، لذلك كان البابا الطيب عبد الله رقماً عصياً، وذكرى لا تموت، وشاهداً على عصر جميل، ويبقى داره مفتوحاً رغم كل شيء، فكفة اليد لا تحجب الشمس أبداً، ليبقى نوره حياً رغم الرحيل المر..!!
• إن وجود الأوغاد في هذه الدار لن يزيدها إلا بهاء، ويكفيها فخراً أن تكون جزءً من معاناة أهل السودان عموماً والخرطوم خصوصاً والمنشية على وجه الخصوص، دفعت مع السودانيين ثمن الحرب، وما كان للبابا الطيب عبد الله لو كان حياً أن يكون استثناءً، وينأى بماله وداره عن مصير أموال وديار المواطنين، لأنه جزء من هؤلاء البسطاء، وظل يفخر على الدوام ببساطته رغم أن مكانه عالٍ بعلمه وأدبه ومكانته، ولكنه اختار أن يكون على الأرض بسيطاً مع البسطاء، ورحل بسيطاً كما البسطاء، لكنه كبيراً في عيون كل الناس، ولا تذكر سيرته إلا مسبوقة أو ملحوقة بعبارة “يا سلاااام ياخ”، وهو قدر لو تعلمون عظيم..!!
• تمر الذكرى تلو الذكرى، ويبقى البابا زعيماً للأهلة، سودانياً كامل الدسم، ويبقى داره وطناً حتى ولو لم تتبق منه إلا الجدران، فالحب الذي يبثه هذا الدار المفتوح، يكفي لقرون قادمات ليعيش الناس في هناء، ويبقى داره وطناً للأهلة في كل مكان..!!
• رحم الله البابا بكريم رحمته.. ورحم الله “ماما الدر”.. وأعان الدكتورة على المسئولية العظيمة..!!
• اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
• أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
• صلّ قبل أن يصلى عليك..!!
• ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى