الأعمدة

مافيا (مشوار) رمضان..!!

( أنت يا عبدالرحمن السودانيين بيحبوني علشان انا أسمر ولا علشان تمثيلي)..!!.. هكذا بدأ نجم السينما والدراما المصرية ( صاحب أعلى أجر) النجم محمد رمضان حديثه معي في أول لقاء جمعني به بمكتبه الخاص في قاهرة المعز أيام تصوير مسلسله الضجة ( الاسطورة) التي هزت مصر بل ارتفع معدل الاهتزاز لكل الوطن العربي وحازت بدون أدنى شك علي أعلى نسبة مشاهدة مكتسحة الديربي الرمضاني بسيطرتها على قلوب المشاهدين.
حقيقة كنت سعيد بمجالسة (حبيشة) أو(الالماني) أو(عبده موتة) أو(البرنس) في تلك الفترة قبل أن تتعمق علاقة الصداقة بيننا رغم أن علاقتي ممتدة مع عدد من النجوم المصريين والعرب الا أن علاقتي بمحمد رمضان وشقيقه الحبيب محمود رمضان هي الأميز، فأقل ما يمكن أن اصفهما به أنهما (أولاد بلد) و(جدعان) بمعنى الكلمة، ويخلع محمد رمضان ثوب نجوميته الكبيرة عند مجالسته لأصدقائه الذين أتشرف بأن اكون من ضمنهم ويتعامل بكل أريحية وتواضع، لذلك أقول وأردد على الدوام بأن محمد رمضان يمثل حالة خاصة، تجسد قوة ومتانة العلاقة بين شعبي وادي النيل ( السودان ومصر)، ولمست ذاك في أول اتصال معه لإجراء الحوار قبل عدة سنوات من الان والذي تم نشره على الغراء صحيفة (اليوم التالي) فقد علمت وقتها بضيق زمنه نسبة لظروف تصوير المسلسل بجانب أنه محاصر بطلبات عديدة من صحفيين مصريين وعرب لإجراء نفس الحوار ، ولكن تفاجأت باتصال منه شخصيا يخبرني بأنه فضل إجراء الحوار مع صحيفتي السودانية على كل الصحف العربية بل حتى على الصحف المصرية، ومنحني الأولوية تعبيراً عن محبته للشعب السوداني، مفضلاً الاطلالة على جمهوره في جنوب الوادي مما أدخل السرور في نفسي وقلبي جراء هذه المحبة.
وحقيقة دهش محمد رمضان وقتها بالأسئلة المطروحة في الحوار ودققت معه في كل تفاصيل أعماله الفنية وتصريحاته حتى قال لي ضاحكاً : ( بصراحة كدا يا عبدالرحمن أنت عايش معانا هنا في القاهرة ولا عايش في الخرطوم؟؟؟… فأنت تعرف كل صغيرة وكبيرة عن حياة محمد رمضان بهذه الاسئلة)، فضحكنا من حديثه ذاك انا والصديق الحبيب الكاتب والمؤلف محمد عبدالمعطي كاتب مسلسل (الاسطورة) و (نسر الصعيد).
وللأمانة مسيرة (البرنس) وتجربته الفنية جديرة بالتوقف والتأمل وسرد تفاصيل بداياته الصعبة وصناعة نفسه من (العدم) لا يحمل أي زاد فيها ولا (واسطة) أو علاقات سوى قطعة من بقايا صحيفة يحملها في جيبه يشير الخبر فيها الى أنه الاول في التمثيل بمدارس الصعيد ، وقبلها بالطبع يحمل إيمانه الكبير بموهبته وحبه للتمثيل الذي برع فيه (بعرق جبينه) بتميز جعله يجلس في مقدمة نجوم الصف الأول في “هوليود العرب” القاهرة المليئة بالنجوم ، مما جعل كل حركاته وسكناته (مرصودة) ومحل إهتمام وقبل ذلك محل انتقاد تخطى (همهمات) الجمهور ليصدر الترصد حتى من أبناء مهنته في كثير من الأحيان، تفوح منه رائحة (الغيرة) الفنية حتى انصفه الفنان العالمي عمر الشريف وهو يصرح بأعلى صوته ويقول : ( خليفتي في التمثيل هو محمد رمضان) ، فكان هذا التصريح الكبير بمثابة رد اعتبار من فنان كبير أنصف موهبة الفتى الاسمر بعد سيل الانتقادات التي طالته.
ولكن رغم ذلك لم يسلم الفتى من الحروبات التي لم تنجو منها حتى الأغنيات التي يرددها مثل (نمبر ون) و (مافيا) وغيرها التي يطلقها من فترة لاخرى، وبعد ساعات قليلة من اطلاقها تتخطى مشاهداتها حاجز الملايين مما يشير الى نجاحها وقبل ذاك بالطبع لمحبة الجمهور له حتى باتت حفلاته مطلوبة في الكثير من العواصم العربية، لذلك أقول له على الدوام يا محمد رضاء والديك عنك هو سر بل الوصفة السحرية في نجاحك، والقبول الكبير الذي تحظى به وتخطيك لكل (المحافير) التي يدسها منك البعض للإيقاع بك .
محمد رمضان فنان اسرع من (النحلة) لا يتحمل إمضاء اجازة لأسبوع واحد بدون عمل أو قراءة سيناريو فيلم أو مسلسل، أو كلمات أغنية جديدة، ولا يعرف اضاعة الزمن وهو أبلغ رد (لمافيا) الحساد التي تترصده ، لذلك لم يكن مستغرباً بالطبع هجمة الانتقادات العنيفة التي طالت مسلسله (المشوار) في شهر رمضان المنصرم، ولكن مؤكد بأنه سوف يستفيد من النقد الايجابي منها ويرمي البقية خلف ظهره الذي تحمل (بثبات) الكثير من هذه الحملات المحطمة للإيقاع به وتجاوزها بكل براعة، واقول له عبارته الشهيرة التي يرددها على الدوام : ( ثقة بالله نجاح) فيا صديقي الصدوق القادم أجمل بإذن الله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى