الأعمدة

انتصروا من أجل المريخ فقط..!!

ربما كانت مبارة المريخ أمام مضيفه صن داونز الجنوب إفريقي في ختام جولات دور المجموعات من البطولة الأفريقية لا تعني شيئاً للفريقين الذين ضمن أحدهما الصعود إلى المرحلة التالية ولم يبق للآخر أي أمل في التأهل بعد أن استنفد كل الفرص والاحتمالات ما يعني أن مباراة اليوم ستكون مجرد أداء واجب للفريقين، وبالتالي تخلو من الدوافع خصوصاً بالنسبة لصن داونز الذي نعتقد أن مدربه سيعمل على تجهيز البدائل للمرحلة المقبلة واختبارهم في تجربة رسمية وأمام فريق عنيد وصاحب مستوى فني متميز كالمريخ..!!
الظروف المحيطة بالمريخ وحجم الخلافات الموجودة في مجالسه المتعددة إلى جانب حالة التشرذم والشتات التي يعيشها الفريق، وتوهانه في بلاد الدنيا بلا ملعب، كل هذه الظروف كانت كفيلة بإطاحة المريخ حتى من الدوري الممتاز، ولكن لاعبو المريخ تجاوزوا كل هذه الصعاب وقدموا مستويات متميزة في مجموعات الأبطال، في وقت كان فيه أكبر المتفائلين لا يتوقع تجاوز الأحمر للمرحلة الأولى من دوري الأبطال، ولكنه قلب الطاولة وهزم التوقعات بل نافس بقوة ليكون صاحب إحدى بطاقتي التأهل إلى المرحلة التالية من المنافسة..!!
المريخ يملك فريقاً مميزاً وروحاً تفتقدها معظم الأندية المشاركة في المجموعات هذا الموسم، ويملك عناصراً مميزة، وحلول فردية متعددة، ولكنه ظل يعاني في خانة حراسة المرمى بعد تحول “لون الدم” إلى الهلال، وفي إداراته التي ابتلي بها، فعبثت بهذا الكيان العظيم والكبير فأفقدت النادي رونقه، وأفقدته فرصة، ودنست كل التاريخ الجميل للمريخ بفعل “الحركات الصبيانية”، والاشتجار في اللا شيء وصناعة البطولات بالتصريحات “المشاترة” فلم يكن لديهم ما يقدمونه للمريخ إلا هذا الهراء، فخسر المريخ كل احتمالات الصعود، وخسر السودان ممثلاً عنيداً في دوري الأبطال، ومع ذلك فإن هنالك من هو سعيد بهذ صحا، وهو ما يبرر أن “ليه ما قادرين نمشي لي قدام”..!!
لا أستبعد أبدأ أن ينتصر المريخ في مواجهة صن داونز الجنوب أفريقي، فالمسألة ينبغي أن لا ينظر إليها أهل المريخ على أنها مباراة “أداء واجب”، وأن عليهم أن يلعبوها “وخلاص”، المريخ يحتاج إلى الانتصار ليؤكد أن الكرة مجنونة، وأنه لا يتأهل الأجدر دائماً فهنالك من يسوقه الحظ، وهنالك من يستعين بالأصدقاء ليتحول من مرحلة إلى أخرى، وهنالك من هو “ماشة معاهو بس”، وعلى المريخ أن ينتصر ليؤكد كل هذا، ثم يعيد الكرة في الموسم المقبل، ويتعلم من دروس المرحلة الحالية زاداً لمشاوير قادمة..!!
كان المريخ قريباً من تخطي الأهلي في مباراة الذهاب التي خسرها 3/2 وكان الأقرب للفوز، وفي اعتقادي أنها المباراة التي دفع المريخ ثمنها غالياً في بقية المشوار، فقد كانت في المتناول، ولكنه خسرها ببساطة، ففقد بعدها كل شيء حتى وصل إلى المرحلة الأخيرة وليس لديه ما يخشاه أو يسعى لأجله، وحصد المريخ حصاده المر مما زرعته الإدارات من صراعات ألقت بظلالها على كل شيء فلم يعد المريخ هو المريخ، ولم يعد الكيان هو الكيان، ومع ذلك لا أحد من أولئك يفكر في الرحيل أو الاستقالة ليفسح المجال لمن يشبهون الكيان الأحمر..!!
على المريخ أن ينتصر اليوم، من أجل السودان، ومن أجل المريخ، ومن أجل الجماهير التي حار دليلها بين هذا وذاك حتى “مسخوا عليه التشجيع” ولم يقدم ما يشفع لهم بالاستمرار..!!
أمنياتنا بالتوفيق والسداد للأحمر في مواجهة صن داونز الجنوب أفريقي..!!
اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
أقم صلاتك تستقم حياتك..!!!
صل قبل أن يصلى عليك..!!
ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى