خلاصة القول

فايروس العشوائية.. !!

خلاصة القول

علاء الدين عبدالرحيم

فايروس العشوائية.. !!

يبدو أن عدوى العشوائية انتقلت من الاتحاد الأب (إتحاد الكرة السوداني)، إلى الاتحادات المحلية، فالإبن يسير على ما كان عوده أبوه.
وطالما أن اتحاد الكرة دائماً ما يتخذ قراراته بعشوائية أضرت كثيراً بالكرة السودانية وجعلتها «محلك سر»، لن استبعد على الإطلاق أن تأتي الاتحادات المحلية بما لم يأت به الأولين ولن يأت به «آخرين»، وهذا ما فعله اتحاد المتمة بالضبط، فتخيلوا معي أن اتحاداً يلغي مباراة بحجة «أن الأمطار شايلة واحتمال تنزل»، أو يعتمد على معلومة سماعية أن الأمطار بللت الملعب دون أن يكلف سكرتير الاتحاد أو موظف عناء الوصول إلى أرض مباراة وادي خليل والقلعات في دوري الدرجة الثالثة بالمتمة للتأكد من قانونية ملعب المباراة، وإن كان هذا ليس من اختصاصهم، بل من صميم عمل حكم المباراة المخول بقرار إلغاء الجولة من عدمه في مثل هذه الأحوال.
الغريب في الأمر أن الحكام أنفسهم لم يحضروا إلى أرض الملعب ليقرروا ما إذا كان الملعب صالحاً أم لا، وتصدى سكرتير الاتحاد إلى مهمتهم هاتفياً، أي أنه ألغى المباراة من كرسي وثير داخل مكتبه، وهو لا يعلم تفاصيل ما يحدث على أرض الواقع، ولم يدر أن الأمطار كانت عبارة عن «رذاذ» توقف قبل زمن المواجهة بـ40 دقيقة وفق خبر صحيفة «قوون».
وعندما استقصيت الحقائق وجدت أنه لا إداري ولا حكم وصل إلى ملعب المباراة مطلقاً، وكان رد سكرتير الاتحاد لمسؤولي الناديين أنه وصلته ملعومة تؤكد أن الملعب مبلل بمياه الأمطار.. أهناك مهزلة أكثر من هذه.. ؟! سكرتير اتحاد يقول «وصلني وبلغني» دون أن يكلف الحكام بالوصول إلى الملعب ومعرفة ما يجري فيه ؟، أم أنه ألغى صلاحيات الحكام وأصبح يقرر بـ«الوكالة» من مكتبه بهذه الطريقة التي لا تمت للإدارة بصلة.
كنا نتعشم في أن يكون شباب الاتحادات المحلية قدوة في المستقبل بأفكار تغير تلك البالية التي سار ويسير عليها اتحاد القدم الحالي، ولكن يبدو أن «فايروس العشوائية» ضرب أدمغتهم ولن يخرج لنا منهم من يغير المستقبل، بل سيزيدون «الطين بلة» ويضرون بالكرة السودانية.
ولنا حق التساؤل: من يحاسب اتحاد المتمة على هذا الخطأ الشنيع.. وهل سيترك الأمر «يعدي» مثل غيره من الأخطاء، أم ستكون هناك وقفة عند السابقة الخطيرة التي لم تحدث من قبل.. وثانياً: من يتحمل تكاليف الترحيل والإعداد للمباراة المؤجلة دون تحديد موعد آخر لها ؟.. بالتأكيد هي الفرق المغلوب على أمرها، ولا يدري اتحاد المتمة كيفية جمع أموال التدريبات ونثريات المباريات لهذه الفرق التي ليس لها مورد تتغذى منه وإنما تقوم على جهود شعبية فقط، إذ يقتطع المواطن من قوت يومه ليسعد بفريقه.
على الاتحاد مراجعة سياساته التي ستضر بالكرة في محلية المتمة وعموم منطقة شندي، وعلى الاتحادات الأخرى الاستفادة من أخطاء الآخرين ليكون المستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى