الأعمدةخلاصة القول

أسوأ تصرف

في غمرة الفرح بالرباعية التي خطف عبرها المريخ نقاط مباراة الاتحاد الجزائري، ساءني وأزعجني جداً الفعل القبيح من بعض الجماهير وهم يحصبون لاعبي الفريقين بالحجارة، في مشهد يعكس عدم التحلي بالروح الرياضية في المقام الأول، وسوء التقدير موقف الفريق في المقام الثاني، فمهما كانت الأسباب التي أغضبت هذه الفئة المحسوبة على جماهير المريخ لا نمنحها صك القيام بمثل هذه الأفعال المسيئة للكيان.
وبغض النظر عن أنها المرة الأولى أو العاشرة التي تحصب فيها الجماهير اللاعبين بالقوارير الفارغة أو الحجارة، فإن السلوك مرفوض، ولا يشبه أهل المريخ، ويدخل الفريق في نفق اللعب بدون جمهور مستقبلاً إن تكرر المشهد في المباريات العربية أو الإفريقية، فالقانون يطبق على المخطئ دون مجاملة من قبل الإتحادين الإفريقي والعربي، وطالما أن الجماهير مخطئة فلتتحمل ما ينطبق على الفريق من غرامات وحرمان.
هل خطأ مباراة القمة (الودية) في عام زايد، سيكون وزراً يحمله النعسان على ظهره مدى الحياة، وتغتال موهبته بسبب هدف عكسي ؟، ما هكذا يتعامل الجمهور الواعي مع لاعب أخطأ في مباراة ودية لا تقدم أو تؤخر، ومن الحكمة أن نربت على كتف المخطئ خصوصاً صاحب الموهبة ليعود أفضل، ولكن أن نعرض حياته للخطر بـ«حجر في الرأس» فهذا هو السوء بعينه.
ومن المفارقة أن النعسان الذي تهمه مصلحة الفريق لعب كما لم يلعب من قبل، برغم إصابته من قبل الفئة المندسة وسط الجماهير، وسجل أروع هدف ربما يكون سبباً في التأهل للدور ربع النهائي لكأس زايد للأبطال، فهل مثله يكون جزاءه إسالة الدماء من رأسه.
والغريب في الأمر أن الشغب الذي نفذته فئة من الجماهير جاء في وقت تسير المباراة لصالح المريخ، وهو متقدم بثلاثة أهداف على خصمه، فماذا كان الهدف من الشغب، ولمصلحة من تعمل هذه الفئة ؟، لأنها إن كانت تهمها مصلحة المريخ فعلياً لما قامت بهذا الفعل القبيح الذي لو استمر لعوقب الفريق من الإتحاد العربي مثما حدث في الموسم الماضي عندما أوقعت لجنة الإنضباط بالاتحاد العربي غرامة 200 ألف دولار على نادي الفيصلي الأردني بسبب التصرفات التي صدرت من لاعبيه وجماهيره خلال مباراته أمام الترجي التونسي في نهائي البطولة العربية، وغيرها من العقوبات التي فرضت على أندية إثر شغب جماهيري.
يجب الوعي الكامل بمهمة الجماهير على المدرجات لتكون سنداً للفريق لا خصماً عليه، وأعلم تماماً أن جماهير المريخ تملك هذا الوعي، ولكن فئة قليلة تفسده، وعليهم أن يقفوا في وجه من يريد تقبيح الوجه الجماهيري الحسن، وردعه في حينه لكي لا يخسر المريخ بسببه أمولاً وبطولات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى