الأعمدة

السودان بنكهة اوروبية

المتابع للصفحات الرسمية للأندية التي تم استدعاء نجومها للمنتخب الوطني في مواقع التواصل الاجتماعي يجد الاحتفاء الكبير لتلك الاندية جراء انضمام لاعبيها لمنتخبنا، مما يؤكد ما ظللنا نردده لفترات طوال حول أهتمام الاندية بمشاركة لاعبيها مع منتخباتهم الوطنية خاصة الاندية ذات المداخيل المحدودة،على نقيض ما كان يردده قادة الاتحاد العام بأن الاندية ترفض مشاركة لاعبيها رفقة منتخبنا.
ولكن للأسف الشديد عدم معرفة الجماهير السودانية ببواطن الأمور وتعامل السودانيين مع كل ما من شأنه سوداني بنوع من الزهد المبالغ فيه، او لنقل بمنتهى الصراحة بنوع من الاتسخفاف والاستهتار، مثال من يقول (هو داير بالسودان شنو؟؟ والسودان ذاته من كورته ونعيمها وووو …الخ).
ولا يدري الكثيرون أن مشاركة اي لاعب رفقة منتخبه الوطني مهمة بالنسبة له ولناديه لما فيها من فوائد قيمة ،أبرزها ارتفاع القيمة السوقية للاعب، كما أن المشاركة في المباريات المهمة كالتصفيات المونديالية او البطولات القارية تعتبر سانحة كبيرة لاعادة اكتشاف اللاعب من قبل الاندية البارزة ووكلاء اللاعبين الكبار الذين لديهم القدرة على تسويق اللاعبين للأندية الكبيرة في الدوريات الكبرى، بجانب الاستفادة المالية العائدة لها جراء مشاركات اللاعب في ايام الفيفا بناءً على برنامج مزايا الأندية المعمول به منذ العام 2008م والذي يقوم على توزيع الارباح من عائدات البث ودخول المباريات وغيرها.
لذلك يتضح ان كل ما كان يقدمه الاتحاد العام من تبريرات قبل الآن ولا زال في ملفات لاعبين آخرين كهاني مختار متوسط ميدان ناشفيل الامريكي كلها عبارة تهرب من المسؤولية التاريخية تجاه المنتخب الاول، وكذلك لا نستبعد أن يكون ما وراء ذلك فساد من نوع غريب وتكتلات ولوبيات داخل المنتخب كما شاهدنا في البطولة العربية بالدوحة 2021 وكيف خرج منتخبنا بفضيحة كونه حقق أسوأ رقم قياسي سلبي في تاريخ البطولة.
نأمل ان يهتم الاتحاد العام بالمواهب السودانية التي تنشط في الخارج وفي كل المراحل العمرية فمن المؤكد سيعود ذلك على منتخباتنا بكافة مستوياتها بنفع كبير، وسيعيد السودان للخارطة الكروية الافريقية التي خرجنا منها اعتباطاً واهمالاً وبعبقرية منتاهية في تدمير سمعة الكرة السودانية..
بالتوفيق لصقور الجديان في قادم المواعيد، ونأمل انضمام هاني مختار صاحب الكاريزما والذي تلقبه جماهير ناشفيل بـ(مختارينهو) خاصة وان السودان منذ اعتزال البرنس هيثم مصطفى فقد القائد الحقيقي داخل الميدان وصانع الالعاب الذي يمكنه تغيير مجريات اللعب في أي لحظة كانت، وهو ما ينطبق على هاني مختار تماماً، وبتطور المنتخب تلقائياً يجد اللاعبين المحليين الفرصة في الظهور والاحتراف الاوروبي الذي له العديد من الفوائد للاعب وللمنتخب ونجاح هذا الملف بالتأكيد سيجعل من منتخب السودان قوة كبيرة في القارة كونه منتخب بنكهة اوروبية مثله مثل بقية كبار القارة السمراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى