الأعمدة

الكرة السودانية في زمن الحرب..!!

منذ اندلاع الحرب اللعينة في السودان توقف النشاط الرياضي والكروي شأنه شأن معظم الأنشطة في البلاد، واتخذ الاتحاد السوداني لكرة القدم من المملكة العربية السعودية مقراً لمتابعة اعماله الروتينية والاشراف على منتخب الكرة، تاركاً الاتحادات المحلية والولائية تتدبر أمرها بنفسها، وصب اهتمامه على المنتخب الأول مقيماً له معسكراً هناك.
ولكن، يبدو أن قادة الاتحاد العام بالفعل محدودي القدرات، فلم تتسع مداركهم او تفكيرهم في ايجاد حلول لتوقف النشاط ولتدمير المقر الرئيس في الخرطوم، فكان الهروب من المسؤولية المحلية هو ما تفتقت عليه عبقريتهم، وكان من الممكن ان يباشر الاتحاد اعماله ومهامه من اتحاد ولاية الجزيرة من ود مدني مثلاً، او اتحاد البحر الامر من بورتسودان وان يقوم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في تجهيز ملعبين او ثلاثة ويعيد تنظيم الدوريات بنظام المجموعات مؤقتاً حرصاً منه لاستمرار النشاط الكروي خاصة وان الفرق والمنتخبات تنتظرهم استحقاقات كبيرة في قادم المواعيد.
شاهدنا الاتحاد العراقي بعد اندلاع الحرب في 2003 واستمرار الحرب هناك كيف كان يتنقل من مدينة لأخرى، وكيف كان حريصاً على استمرار جميع المسابقات حتى توج تلك الجهود بمشاركة مهمة للمنتخب الاولمبي في بطولة آسيا ووصل للدور ثمن النهائي وكان ذلك بغية تجهيز المنتخب للاستحقاق الاولمبي الذي صعد له عن جدارة وأحرز المركز الرابع ثم عاد وحصد البطولة في العام2007.
وهناك أيضاً نموذج المنتخب الليبي الذي وهو في عز الحرب استطاع ان يحصد بطولة افريقيا للاعبين المحليين.
بالأمس ذكرت صحيفة السوداني أن الاتحاد العام اعلن انطلاق فترة التسجيلات الرئيسية في السودان ابتداءً من اليوم وحتى السادس من يناير المقبل، ولم يراع لإمكانيات الأندية المالية او حتى عملية اكتشاف وتحديد المستويات الفنية للاعبين واحتياجاتهم خاصة وان النشاط الكروي متوقف كما أسلفنا، فعلى قادة الاتحاد العام ان يجتهدوا في ايجاد حلول حقيقية لعودة النشاط الكروي في السودان والعمل على ايجاد مصادر دخل اضافية للأندية خاصة في الولايات حتى تعود للواجهة والمنافسة من جديد..د
بشكل عام فإن أوجاع الكرة السودانية وآلامها لا تحصى ولا تعد، ولكن يظل الثابت فيها هو الاتحاد العام فهو أُسَّ البلاء الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى