الأعمدة

(الباشكاتب) … املاكه في العالم..”ريشة.. وضمير..وكمااان”

حين نعى الناعي صباح امس الفنان الكبير الموسيقار… عبقري الأغنية السودانية..محمد الأمين تسربل الوطن بالسواد(سواد جديد على سواد الحرب) … وزاد وجع البلد… (وبكته الخلوق باغزر الدماع) …وجاوز جرح فقدانه حد الاحتمال… ورددنا بأسى وحزن (ياريت من اول وريتنا إنك يمكن تتأخر.. يوم )…
*رحل الباشكاتب فجر امس بفيرجينيا كما سبقه ببلاد العم سام رفيقه الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي وكأن.. ارض الامريكان مكتوب لها ان تصدر إلينا الاحزان…والاشجان….وتاخد منا كل مبدع وفنان..
*رحل الباشكاتب تاركاً في القلب حسرة وفي (الحلق عبرة) وفي العين دمعة وفي أذن كل محب وعاشق لغنائه وفنه عبارة نحتها بإزميل (فدياس)..العبقري فصارت زورقا من الألحان واسم وعنوان

*رحل محمد الأمين بعد أن غنى (قلنا ماممكن تسافر…وهو من سافر ولم يعد…مع اننا كنا على الوعد (و في انتظارك ياحبيبي) ….

*.وداللمين الذي غنى لنا ذاد الشجون… .(وياحاسدين غرامنا) … و(يامعاين من الشباك ي احلى زول شفناك) .. ….(.يابدور القلعة وجوهرا. وهو لايدري انه سيكون اخر الجواهر واغلى الدرر التي فقدناها) .
* رحل ود اللمين ونحن كنا على عشم في ان نراه… ( بكرة في الموعد) … فجاءت سكرة الموت بالحق فغاب عن (الموعد) .. لكنه لن يغيب عن البال والخاطر
*الباشكاتب… لم يكن مجرد مطرب او مغني صاحب حنجرة ذهبية فقط… كان فنانا عبقرياً…. واستثائيا… في كل شئ. ولكنه لم يكن كسائر الفنانيين ولا كان غنائه كسائر الغناء (الغريبة الساعة جنبك تبدو اقصر من دقيقة) … ولا حتى صوته كان كبقية الأصوات..

*الباشكاتب كان يؤسس بغنائه قواعد الحكمة والعبقرية الفذة …حروف اسمك وكت اشتاق وارحل ليك واسرح في عسل عينيك بحتضني قبل المس حرير ايديك….. (ولو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العينين)…. هو من جعلنا نقف علي حافة الصمت..ننصت لهمس وحفيف الرياح من خلف الأبواب (ونتعلم من الايام) معنى كيف( يكون الريد وليه الناس بتتالم) .. ….وهنا يكمن الفرق بينه وبين معظم الفنانين… في اختيار الكلمات المفردات. الموسيقى…ومن ثم الألحان العبقرية…

*رحل الباشكاتب.. ونحن لإنزال في (انتظارك ياحبيبي).. (….لنقول معا.. اخر (كلام للحلوة)
* ود اللمين جاء صوته مختلفاً عن السائد في كل تفاصيله… بحته.. طلعاته…. حتى ( همهماته والنحنحة) كان صاحب حنجرة قوية… ريانة.. مليانة حنية…. (اقابلك وكلي حنية واخاف من نظرتك ليا ) …(تريانة) بالعشق مليئة بالشجن و الحنين،(لو تسافر دون مرضانا بنشقي نحن الدهر كله )
وداللمين.. فرض حضوره وصنع نجوميته…. بفنه الراقي وعبقريته الفذة… قدم… شدواً أسر به القلوب وحبس به الأنفاس .. وداعب الأحاسيس.. والخيال… .. وعزف على الأوتار أجمل (الاكتوبريات )….(وكان القرشي شهيدنا الأول) … (و أكتوبر الأخضر) ….. وغنى للحب… (أربعة سنين عاشهم الحب) … (وخمسة سنين ودرب الريد معاك أخضر) ..(ويايوم بكرة ماتسرع تخفف ليا نار وجدي) وعويناتك ترع لولي وبحار ياقوت.. .. فاستحق أن يكون إمبراطور للأغنية السودانية..
*حلّق الباشكاتب عاليا في سماوات الإبداع والتفرد وسطّر اسمه بأحرف من ضياء في خارطة الأغنية السودانية واستحق أيضاً أن
ترفع له القبعات.. كيف لا_ وهو القائل: (السودان الوطن الواحد ماقد كان وماسيكون)
* رحل من كانت كل املاكه في العالم… ريشة… وضمير… وكمان

*اخيرا… اه إدعينا و قلنا تانى ما حنشتاق فى عمرنا
و قبل ما تمر ليلة واحدة بحرارة الشوق غمرنا
كم كم لهينا و قلنا يمكن ندفن الحب فى سهرنا

*اخيرا جدا جدا…. تبكيك الجوامع الانبنت ضانقيل
لقراية العلم وكلمة التهليل

*حكاية اخيرة
مابنغني وراك كلمة… ومابنشوف البهجة تاني..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى