الأعمدة

القسوة على منتخب الناشئين..!!

مازالت ادارة الاتحاد السودانى لكرة القدم تتخبط ناحية المنتخبات الوطنية ولم تستفد من دروس إبعاد منتخب الناشئين من بطولة سيكافا التى اقيمت باثيوبيا قبل عامين من الآن بسبب تزوير اعمار اللاعبين.

وقد تباكى الاتحاد حينها، وكاد ان يربط هذه القضية بقضية سد النهضة وبدلاً من ان يجري تحقيقاً ويبعد المتسببين فى الفعلة التى كلّفت الوطن كثيراً والمنتخب تاثيراً ، حيث لم يتم إختيار اللاعبين المبعدين للمنتخب الاول، الامر الذى يعنى ان اختيارهم كان مجاملة..!!

ومنذ ذلك الحين كان على ادارة الاتحاد ولجنة المنتخبات ان تعمل على استمرار منتخب ليشرف الوطن فى بطولة سيكافا الاخيرة التى اقيمت بكينيا وظهر فيها المنتخب باهتا كانه اتى من مناطق التعدين واداراته قادمة من شمس “القنصلية” اللاهفة.
لقد قست منتخبات سيكافا على منتخبنا الجريح، لم تراع ظروفه الفنية، وتباعد صفوفه وظروف تكوينه والحرب ، ورغماً عن ذلك كانت قساوتها مبلوعة لانها فى تنافس لا يقل ضراوة عن الحرب العبثية المشتعلة فى السودان دون وازع ولا موضوع.

وإن وجدنا العذر لهذه المنتخبات التى قست على منتخبنا الناشئء اين نجد العذر لادارته الوطنية التى اهملته وتركته بعد الهزيمة الاولى من كينيا، وبالطبع الثانية وعند الثالثة كأنها لاتعلم ان منتخباً قد استدعته لجنتهم للمشاركة فى البطولة، والادهى والامر ان يغادر رئيس البعثة سيف الكاملين عبر الطيران ويترك البعثة تشق طريقها فى ادغال افريقيا وتحديداً منطقة الهضبة الاثيوبية التى تشهد تنازعاً لا ينتهى يأكل فيه القوي الضعيف، واقليم التقراى الملتهب حتى معبر القلابات ثم دوكة التى احتفت بالبعثة وكرّم الاتحاد افرادها وخاطبهم مقللاً من الهزائم مبيناً ان المهم المشاركة كاعداد للبطولة القادمة، وهذا بالطبع تسكين لمن هم فى حالة القساوة المفرطة.
ممثل اتحاد دوكة لم يتحدث عن ظلم الاتحاد واهماله لبعثة المنتخب وهذه طبيعة القادة “يسردبوا” حتى يمر الامر ليضمنوا ان يكونوا فى المجلس القادم .
وكان المنظر الاكثر ايلاماً هو تقليص حافز الاعبين من ٣٠٠ دولار ل ١٠٠ دولار، وحتى المدربين طالهم الظلم فمنحوهم ٢٠٠ بدلاً عن ٤٠٠ دولار،
بالطبع الاتحاد غير مستعد لمتابعة هذه التجاوزات الخطيرة لسبب غير وجيه، ففى الوقت الذى كانت فيه البعثة تعانى من قساوة طبيعة الشرق، كان المسؤول الثانى بمجلس الاتحاد فى ابوظبى فى زيارة عمل خاصة به وقال انه انتهز السانحة وزار منافسه فى المنصب حسن برقو مهنئناً اياه بزواج نجله .. هذا بالنص ماورد فى حوار اجراه مسؤل الاعلام بالاتحاد فى الموفع الرسمى للاتحاد الذى لم يتحدث عن معاناة البعثة ولم يهتم بوصول افرادها فى ظل الظروف المعروفة.

اما المسؤول الاول فكان فى شغل بعيداً عن عمل الاتحاد قام بتكريم وزارتى الداخلية والخارجية المصريتين والسفارة السودانية بالقاهرة وعدد من المسؤلين فى مصر كانما سيمنحوا الاتحاد ارضاً فى العلمين العاصمة الادارية الجديدة.
ما دواعى التكريم وايجار الصلات والاتصالات والاتحاد غير قادر على تسفير منتخب وماذا لو علم احد المكرّمين بهذه السقطة واذاعها فى مهرجان التكريم.
كنت اريد ان اطالب بالتحقيق مع رئيس بعثة الناشئين لكينيا لكن وجدت ان المدعو للمحاسبة مرتكب فظائع لا تعالجها حتى اللجنة الاولمبية، لان رئيسها كان فى ركب المُكرّمين – بضم الميم وتشديد الراء- والمنتخب الاولمبى الذى فى عهدته يستعد للذهاب لجدة، ونخشى ان يطلبو من اللاعبين إحضار مراكب لعبور البحر الاحمر..!!
فهل يظهر فى صفوف بعثة المنتخب من يشير لمعاناتهم وهضم حقوقهم المنصوص عليها، ام “يسردبوا” كما سردب مخبهم فى دوكة؟

دمتم والسلام..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى