الأعمدة

معسكر تنزانيا…. “تمام” ..وفريقنا رامي “لقدام”

ظلت كرتنا السودانية تستقبل جحافل من المحترفين الأفارقة وغيرهم سنويا.
قليلون هم الذين تركوا بصمة وأثر من خلال المستويات الجيدة التي قدموها

اما البقية فينطبق عليهم المثل الدراجي (دخل القش وماقال كش)
وكما هو معروف فإن للاحتراف وجهان، الأول هو استقدام لاعبين مهرة واصحاب قدرات عالية تتم الاستفادة من إمكانياتهم الفنية لتحقيق البطولات والألقاب ومن ثم تسويقهم بعد ذلك.. في الغالب الأعم، ومثال لذلك مافعله الهلال مع مكابي ولامين جارجو.
اما الوجه الثاني من الاحتراف هو احتراف لاعبينا الوطنيين في الخارج فلا يعقل أن نظل في حالة استيراد محترفين على مدار الأعوام والسنين دون أن نصدر لاعبينا.
هذه الوضعية النشاذ تجعلنا نتساءل هل اللاعب السوداني يفتقر للموهبة الحقيقية ..؟ هل هو فعلاً غير مؤهل بدنياً للاحتراف الخارجي..؟ على اعتبار انه مهدود الحيل ..!! هل كرتنا السودانية بشكل عام غير جاذبة ..؟ وهل المشكلة في دورينا “الهايف” ، ام في ضعف
الجوانب التسويقية والاعلامية..؟؟
وللاجابة علي جملة هذه الاسئلة لابد من ان توسيع مدى الرؤية وننظر
لواقع وحقيقة الاحتراف في الدول التي من حولنا، فاذا اخذنا مصر كمثال اول ،نجد ان هناك اكثر من خمسين لاعباً مصرياً ينشطون في الدوريات الاوروبية فقط، وهذا يدل علي شطارة تسويقية كبيرة
واذا ذهبنا الى الجارة الاخرى تشاد فاننا نجد ان لديها قرابة العشرون
لاعباً يحترفون في الخارج (صربيا وفرنسا بنين والجزائر )
وطالما ان دول الجوار التي تشبهنا في كثير من الاشياء لديها محترفون
بالخارج ووصلوا لاوروبا فهذا يعني ان الخلل فينا نحن
الكثيرون بطبيعة الحال سيرفعون حاجب الدهشة اذا عرفوا ان هناك فرصاً وعروضاً حقيقية قدمت بالفعل للاعبين سودانين للاحتراف في اكبر الاندية الاوروبية لكن للاسف الشديد طارت تلك العروض بسبب ضعف ثقافة الاحتراف وسذاجة وسطحية وسبهللية لاعبينا وخوفهم وتهيبهم من تجربة الاحتراف.
ويأتي على راس تلك العروض عرض نادي نانت الفرنسي لحارس الهلال المتميز حينها سليمان بمبي والحكاية كما رواها لي المهندس التجاني ابوسن ان العرض قدم للاعب بشكل رسمي عقب انتهاء مباراة الهلال والوداد المغربي في نهائي دوري الابطال عام 92 وصادف حينها ان النادي الفرنسي كان يقيم معسكراً بالمغرب وقد ابدت ادارة الهلال موافقتها المبدئية لاحتراف اللاعب وعندما نقلت له الإدارة رغبة الفريق الفرنسي في ضمه رفض سليمان بمبي العرض جملة وتفصيلا بدون اية اسباب منطقية.
ولكم ان تتخيلون كم لاعب كان سيكون لدينا منذ ذلك الوقت في الملاعب الاوروبية
هناك تجربة احتراف للاعب هلالي في اوروبا وهو اللاعب مصطفي كومي الذي احترف في المجر ولكنها لم تتطور ربما لان اللاعب احترف بعد ان شطب من الهلال حيث لم يتبق له الكثير ليقدمه في مسيرته الاحترافية في اوروبا.
سمعنا كذلك عن عرض انجليزي قدم للاعب جكسا واخر من الارجنتين للكابتن الدحيش.. في سبعينات القرن الماضي
اما على مستوى الاحتراف في الدوريات العربية فهناك بعض النماذج صبحي احترف في المقاولين العرب وكندورة للالمونيوم وانس النور للاسماعيلي
وسبقهم الرشيد المهدية في اللعب للزمالك، وقرن شطة وسمير محمد علي وعمر النور ولن أنسى كذلك عاكف عطا الذي احترف في قطر
والسعودية ومعه الراحل والي الدين محمد عبد الله الذي لعب للوكرة القطري ، ثم مؤخرا شيبوب وعيد مقدم
خلاصة القول بان هذه الحصيلة اكثر من ضعيفة على قلتها وتباعد فتراتها
من هنا يتضح لنا بان العقبة الحقيقية في عدم وجود لاعبين محترفين ينشطون في الخارج هي اللاعب السوداني نفسه الذي تنتهي احلامه في الانضمام للهلال او المريخ في حين ان لغة العقل والاحتراف تقول بان الهلال والمريخ يفترض ان يكونا بوابة للاعبين للاحتراف الخارجي.

لن نرمي باللائمة على لاعبينا فقط فجهل ادارات الاندية بفن وعلم التسويق إشكالية في حد ذاتها وعقبة حقيقة تقف بين لاعبينا والاحتراف الخارجي.
ويكفي ان نقول بان معظم المحترفين الذين يتم التعاقد معهم لايتم تسويقهم لاحقاً، والاستفادة منهم مادياً بل يتم شطبهم وكثيراً ماكلفوا خزائن الاندية امولاً طائلة وهذا في اعتقادي اس الفشل.
عموماً نتمنى أن تتغير نظرتنا هذه وان نمارس الاحتراف على أصوله، عسى ولعل نلحق بركب الدول التي من حولنا.

*حكايات وحكايات

*معسكر دار السلام حاجة تمام… ايجابيات بالكوم…. ونجاحات عظيمة على المستوىين الفني والبدني

*نجاح معسكر الهلال يعود للاستقرار الكبير الذي ينعم به مجلس الإدارة

*الجهاز الفني مبسوط ٢٤ قراط من شكل. الاعداد، و واثق من قدرة الفريق على الظهور بشكل جيد في دوري المجموعات

*الهلال سيغادر غدا الى لواندا وهو يحمل احلام وطموحات شعب باكمله هدته الحرب اللعينة وشردته … ولم يعد لديه اي مصدر للفرح غير الهلال

*يسافر الهلال وهو في وضعية بدنية وفنية جيدة جدا.. ويعرف لاعبوه وجهازهم الفني ماهو مطلوب منهم امام اتلتيكو

*نثق بان حضور الهلال سيكون اكثر من مميز حينما يواجه بيترو…فالهلال يحتكم الان على فريق قوي يمتلك لاعبين على أعلى
مستوى من الكفاءة

*فقط، يحتاج الدعوات الصادقات

*حكاية اخيرة
عينيك وطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى