الأعمدة

رامز “رأفت الهجان” الحديث..!!

.. ظل الممثل المصري رامز جلال مثيراً للانتقادات في كل اطلالة برامجية له في الموسم الرمضاني وتتخطى انتقاداته حاجز الإعلام المصري لترتفع أصوات منتقديه لكل إعلام الوطن العربي بل حتى (مدعي) الإعلام، وهذا بالطبع يحسب له في المقام الأول بمعنى انه موجود ومؤثر رغم تحفظاتنا الكبيرة على طبيعة معالجته البرامجية لمحتوى المادة الترفيهية (ظاهرياً) التي يقدمها وهو (يمرمط) ضيوفه بمقالبه (المكشوفة) تلك، وقبلها يمرمطهم (بمقدمته) البرامجية تلك التي يرى فيها الكثيرون بأنها تحتوي على الكثير من الاهانة لضيوفه وهي بالطبع (وان صح) معنى وصف اهانة فهي غير مقصودة بالتأكيد فرامز صديق مقرب لمعظم ضيوفه واغلبهم زملاء له في نفس المجال، عمل معهم لسنوات طويلة كفيلة بأن تتخطى حاجز الزمالة للصداقة ، وهنا تتكون شخصية السخرية للشعب المصري الحبيب .
والأهم من كل ذلك بأنه برنامج (مكشوف) الهوية للمستضافين فيه ولكن الفقرات غير مكشوفة لهم ، فجميعهم يحضر للتصوير وهو يعلم مسبقاً بأنه برنامج رامز جلال ولكن تخفى عنه تفاصيل التصوير لتبدو عليه بعض معالم الدهشة، والخوف من المجهول البرامجي، وبالواضح يتم الاتفاق مع الضيوف مسبقاً كما ذكرنا .
وكما قلنا هو برنامج ترفيهي في (ظاهره) ولكنه في الأساس يخدم اجندة سياسية وكل متابع ومتمعن حصيف لمواسم هذا البرنامج المختلفه يلحظ ذاك العمل السياسي بدس (السم في العسل) ، فمثال لذلك نحن كسودانيين كنا ضد مقدمتهم البرامجية في الموسم قبل الماضي التي يشير فيها الى أن حلايب وشلاتين مصرية ، والان يروج للامكانيات الكبيرة للمملكة العربية السعودية.
.. نعم قد نختلف أو نتفق مع رامز جلال في طرحه ولكن لا نستطيع أن ننكر بأنه البرنامج الأعلى مشاهدة في شهر رمضان الكريم متفوقاً على كافة القنوات العربية ويحقق نسبة مشاهدات تفوق الخيال ، أو كما قال المستشار السعودي تركي ال الشيخ في احتفالية ضخمة وهو يكرم رامز جلال بصفته البرنامج الأكثر مشاهدة : ( رضينا ام أبينا برنامج رامز هو الأكثر مشاهدة حتى ولو جانا التكريم لابس ترتر) ونحن كنقاد نرد أن محتوى رامز البرامجي عبارة عن (ترتر) لماع بالامكانيات الضخمة فقط ليس إلا ولكنه الاعلى مشاهدة .
.. وقلت قبل أيام في تحقيق صحفي لاحدى الصحف المصرية وهم يسألونني عن رأيي في برنامج رامز جلال فقلت : بأنه برنامج ناجح بمقياس المشاهدات العالية رغم اختلافنا حول ما يقدمه ، فظاهرياً يخيل إليك بأنه برنامج (خالي الفكرة) و (جوهرياً) هو برنامج يحمل الكثير من (الرسائل السياسية) بل (الاجندة السياسية) يستخدم فيها النجوم في شتى المجالات لتصل تلك الرسائل لأكبر قاعدة جماهيرية ، ونجح في ذلك بسبب الإمكانيات والميزانيات الضخمة المخصصة له ، فسياسياً رامز جلال الان يمثل لمصر (رأفت الهجان) في العصر الحديث ويخدم وطنه مصر وهذا من حقه ومن حق دولته لتمرير اجندتها السياسية وكل إعلام دولة يعترض على ذلك عليه أن يلوم اعلام دولته المميت الذي لا يعبر عنها برامجاً.
.. فأنا متابع باهتمام بالغ للإعلام الجديد (المصروف عليه) وهو عنوان رسالتي للماجستير بالاضافة لأن أقف على موقع إعلامنا منه ، وأذكر عندما تعاقدت مع الممثلة المصرية النجمة والصديقة نورهان لتقديم برنامج لاحدى القنوات السودانية(التي خرجت هذا العام من دائرة التنافس في الاساس لفقر خزنتها وافكارها) كانت نورهان متخوفة عنه عند حضورها للخرطوم ومرتبكة جدا ولم يزول هذا الارتباك الا بعد دخولها لأجواء التصوير ، وعندما سألتها عن سبب ارتباكها قالت لي : ( والله يا عبدالرحمن كنت فاكرة انو البرنامج بتاعك دا مقلب ورامز جلال السنة دي بصور برنامجه في الخرطوم) ، فقلت لها ضاحكا : ( لو كنت املك الإمكانيات لاستجلبت رامز لتصوير برنامجه في الخرطوم ليخدم اجندتنا السياسية كما يفعل للسعودية هذا العام بعد أن فشل إعلامنا في توصيل صوتنا للعالم .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى