الأعمدة

متهجمو الإعلام .. !!

(أنا إعلامي) عبارة باتت تطلق كثيراً مؤخراً على لسان كل من (هب ودب) حتى كاد الإعلام أن يصبح مهنة من لا مهنة له عبر ارتفاع أعداد (المتهجمين) على هذه المهنة الرسالية المقدسة بمختلف ضروبها المقروءة والمسموعة والمرئية ، وبات “المتهجمون” ينحدرون بالمهنة الى القاع ويسيئون لها بادعاء انتمائهم إليها ، فيا سادة ليس كل من كتب مقالاً في صحيفة أو تمت استضافته عبر برنامج إذاعي أو تلفزيوني يمكن أن يطلق على نفسه صفة إعلامي.
فأنا هنا أعني مجموعة من “المتهجمين” على مهنة الصحافة بصورة خاصة فهي ما يعنيني هنا لأنها مهنتي التي أعشق وأهوى ولكنها للأسف الشديد باتت تعاني من إلصاق تهم الانتماء إليها من بعض الموهومين الذين سنحت لهم الأقدار عبر سياسة صداقتهم لبعض الصحفيين _سامحهم الله_ بكتابة مقال أو مقالين في صفحات الصحف ليلبسوا ثوب الصحافة (الطاهر) بعد ذلك ويعرفوا أنفسهم في المجتمعات والتجمعات المختلفة بانهم صحفيون دون أن تعتري وجوههم أدنى علامات الخجل أو الحياء ليربطوا (المكنة) ويوهموا ويصدقوا كذبهم ونفاقهم ذاك بانهم صحفيون عبر تهجمهم هذا ، وهم في حقيقة الأمر لا يفقهون شيئاً في الأساس عن أبجديات العمل الصحفي وقوالبه المختلفة ، والأمثلة كثيرة على هؤلاء المتهجمين على المهنة من بعض صغار الاسم والكلمة عديمي التأثير،فهم لا ينافسون قبيلة الصحفيين بكل تأكيد ولكن الصحافة تنزل للقاع بإدعاء انتمائهم لها .
ومن الطرائف قبل فترة قليلة من الآن اتصلت بي صديقة نجمة مستقرة في القاهرة منبع الفنون وهي تسألني عن أحدهم من الشخصيات الوهمية مدعية الصحافة تلك بأنه أمطرها بوابل من الرسائل مشيراً في وابل رسائله لها تلك بأنه صحفي وإعلامي حتة واحدة كدا_ يخبرها بل يطلب منها الموافقة المبدئية لتسجيل حلقة تلفزيونية لصالح احدى القنوات المغمورة مع مذيعة تدعى (……) ، فطلبت مني النجمة المقيمة في القاهرة استشارة حول أهمية هذه الحلقة التلفزيونية ومدى ما ستشكله لها من إضافة خاصه وانها لم ترد بالموافقة بعد، فطلبت منها رقم هاتف الصحفي الذي اتصل بها حتى أفهم منه تفاصيل البرنامج جيداً لاستطيع تقييمه، وعندما اتصلت به وسألته عن اسمه والصحيفة التي يعمل بها حتى أتعرف عليه أكثر فواقع عملنا المرهق لا يتيح لنا مقابلة الكثير من الزملاء الاعزاء، ولكنه أدهشني حد الصدمة بعد أن (زرزرته) بالدارجي كدا بالكلام فكشف لي بأنه لم يعمل في أي صحيفة أو حتى قناة أو إذاعة وقال لي : (أنا فقط أتبرع بتقديم مساعدتي للمذيعة (……..) فهي صديقتي) ، فقلت له اذن كيف تدعي أنك صحفي، وصدمني برده وهو يقول : (أنا صحفي عشان عندي قروب في الواتساب) ، فألجمني بارتفاع معدلات جهله فلم ارد عليه لأنني خفت أن تتوقف نبضات قلبي أو اصاب بجلطة أو تصلب شرايين (قال صحفي قال) .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى