الأعمدة

بشة.. ميلا السودان..!!

لا أحد يستطيع أن يشكك في غيرة كابتن الهلال الأسبق محمد أحمد بشير “بشة” على الأزرق، فيكفيه الاحتفاء والاحتفال الكبير والتقدير الذي يجده عندما يحل بملعب الأزرق، وحين يسير في الشوارع، ويرى كيف يكون استقباله في كل مكان، ذلك أنه أعطى ولم يستبق شيئاً، وتحمل الكثير من الضغوطات والحروب العلنية والخفية من أجل إطاحته من مركزه كقائد للهلال، ولكنه كان يستمع إلى هدير المدرجات، ويدرك أن الأزرق يحتاجه في ذلك الوقت أكثر من أي وقت مضى، لذلك ظل يتحمل كل صنوف الاستهداف، والخطط الممنهجة لتفكيك قوة الهلال، حتى أيقن بشة أن أمر شطبه كان واقعاً لا محالة، فقرر أن لا يمنحهم شرف الشطب، فترجل عن صهوة جواده وهو في قمة عطائه وأخرج لسانه لمن تربصوا به، وحرمهم متعة التشفي بشطبه وطرده من داره الحبيب..!!
برحيل بشة بقي الشغيل وحيداً يحمل إرثاً كبيراً وضخماً اسمه قيم ومباديء الهلال لتوصيلها إلى الأجيال القادمة والمتعاقبة من لاعبي الهلال، وفوق ذلك فهو يحمل مسئولية القيادة الحقيقية في الملعب، ويوجه، وينصح، حتى أثقل ذلك كاهله، بالرغم من أنه “جمل الشيل” وصاحب القلب الأبيض الكبير، وبالتأكيد يحتاج إلى من يقف إلى جانبه ويسانده في هذه المسئولية الكبيرة على عاتقه، ولن يكون هنالك أفضل من بشة لهذه المكانة وهذه المسئولي فهمتة لاستكمال ما بدأه في الهلال وإكمال رسالته كاملة غير منقوصة..!!!
إننا نطمح أن يكون بشة هو ميلا السوداني بعودته من الاعتزال، والتسجيل للهلال من جديد، وقيادة المشوار العظيم رفقة القدامى والجدد في الهلال، الذي يحتاج وجود بشة الآن كقائد محنك، وغيور يعلم الأجيال القادمة قيمة الهلال ومعنى أن ترتدي شعار الهلال، وتكون جزءً من هذه المنظومة التربوية الرائعة التي قدمت أجيالاً في شتى مناحي الحياة ظلوا نبراساً يضيء الطريق للجميع…!!
ندرك تماماً أن بشة يفكر خارج هذا الصندوق تماماً، ولكننا نعشم في هلاليته الكبيرة، وفي غيرته على الشعار الأزرق الذي قاتل من اجله في أحراش أفريقيا وفي الدوري المحلي حتى أطلق عليه لقب “المنقذ”، بشة بما حققه مع الهلال خلال كل تلك السنوات، ينتظر منه جمهور الهلال العودة في هذا التوقيت، وأن يعود للرقم 4 رونقه القديم وتعود الأهزوجة المحببة للجماهير، “زنقة زنقة يا بشة.. روقت المنقة يا بشة”..!!
الهلال يحتاج إلى بشة أكثر من كونه لاعب كرة وهداف من طراز فريد، يحتاج إلى عودته ووجوده مع الفريق في الوقت الراهن، يحتاج الهلال إلى خبراته، وإلى كاريزمته، وإلى شخصيته القوية، وإلى أن يكون نجماً تجتمع حوله الأقمار، لتدور في فلك الهلال الكبير لإعادة البريق لما أفسدته الأيام، وما أفسده الدهر، وفي مثل هذا الاستقرار يتجلى بشة، ويختتم سنوات عطائه بعطاء جديد وعمل كبير لأجل معشوقه الهلال..!!
الكرة الآن في ملعب لجنة التطبيع بنادي الهلال والتسجيلات على الأبواب، ونداءنا هذا يصل إلى الأخ نزار عوض مالك، الهلالي الأصيل، والرجل الذي يعرف قيمة الهلال والأهلة الخلص، وإلى الطاهر يونس، وإلى هشام السوباط ليزين بشة الكشف، ويعيد ترتيب شعث الأيام، لأنه صاحب بصمة وغيرة واضحة على الأزرق، لا يشتكل فيها اثنان ولا يختلفان، ونأمل أن تستجيب اللجنة وتمضي خطوة نحو محمد أحمد بشير، لتعيده ميلا السوداني إلى الكشف الأزرق..!!
ترى هل تستجيب اللجنة ويعود بشة..؟؟
نأمل ذلك..!!
اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيرا..!!
أقم صلاتك تستقم حياتك…!!
صلّ قبل أن يصلى عليك..!!
ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى