الحوارات

من استراليا العداءة السابقة منى ابكر ’’ تُرثي’’ حال ام الالعاب السودانية

العاب القوى تمر بأسوأ حالاتها .. وهذه اسباب هجرة اللاعبين..!!
مجلس الادارة الحالي مرفوض بالاجماع.. وغير مرحب به من محتمع المنشط وهو سبب دمار اللعبة ..
متمسكون “بالكراسي” بلا افكار او تخطيط.. والاتحادات الولائية ضعيفة و”نائمة” على الخط..!!
خليفة عمر مكانه قيادة الشباب والرياضة في السودان.. واتحسّر على خبرات وطنية افادت غيرنا..
المشروع الوطني فكرة لاستعادة الامجاد الضائعة.. ارادوا استغلالها ولكن…!!

بطافة تعريقية
انا منى محمد ابكر من جيل التسعينات جاءت بدايتي بالدورة المدرسية (مدني) ، تألقت الحمد لله في مجال العاب القوى بطلة الولاية 3 مرات ، بطلة الجمهورية 400م و200م مثلت السودان في بطولة العالم للشباب في بلغاريا حققت رقم وطني في 800م ، وكل الالعاب الافريقية بمصر وبطولة العالم للماراثون في كوريا الجنوبية وحققنا المركز 16 من 36 دولة مشاركة، وبعض المشاركات في عدد من الدول الاوربية، والعديد من المشاركات في المسافات المختلفة مسافات قصيرة ومتوسطة، تدربت على يدي كوتش مرسال له التحية عبركم واتمنى له الصحة والعافية، ولجميع خبراء بلادي في مجال اللعبة.
حدثينا عن اسباب الهجرة؟
العاب القوى من الرياضات التي تمثل مصدر رزق للكثير من اللاعبين اللذين يأتون من اسر فقيرة كما هو معلوم وعلى مستوى العالم ، لذا يبذل اللاعب اقصى ما لديه حتى يتمكن من تحسين وضعه ومن ثم تحقيق البطولات وهو ما يضمن له مصدر رزق له ولاسرته، ودائماً مايبحث اللاعب عن الفرصة الافضل، وفي ظل عدم الاهتمام من الاتحاد على مستوى الادارات المتعاقبة ، وكذلك الدولة يتوجه تفكير اللاعب صوب الخارج حيث الوضع الافضل خاصة اذا كان هذا اللاعب متميز.
واذا نظرنا الى دول الخليج نجد معظم اللاعبين السودانيين نالوا جنسيات هذه البلدان لان هذه الدول تنظر الى الرياضة بشكل احترافي ودوننا ابطال عالميين مثال لذلك الجامايكي “بولت” والبريطاني “مو فرح” نجد كبرى الشركات تسعى لتوقيع عقودات ضخمة معهم مما يحفز اللاعب على تقديم افضل ما لديه وهو ما يضمن له مستقبله ، وهوعكس ما يحدث في السودان فالعاب القوى تمارس من باب الهواية فقط ولا يوجد ما يحفز ويرغّب اللاعب ما ادى الى ضياع الكثير من المواهب التي كان بامكانها ان تصنع للسودان امجاداً وانجازات.

ماهو رأيك في فكرة المشروع الوطني لتطوير العاب القوى؟
المشروع الوطني لتطوير العاب القوى فكرة ناجحة وجميلة وهي تعنى بالاهتمام باللاعبين عبر المعسكرات والتطوير وكذلك تأهيل المدربين والحكام، ويعود الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى للبطل العالمي الاخ محمد يعقوب، فهو بطل سبق له ان مثل السودان وله صولات وجولات في الساحات الخارجي
وفي اعتقادي ان فكرته نبعت من دوافع غيرته على وطنه ورغبته في اللحاق بركب التتطور اللعبة حتى نعود ونواكب العالم، لذا قام بطرح الفكرة وقد وجدت ترحيباً من قدامى اللاعبين واللاعبات بالداخل والخارج فعملنا جميعناً على تنفيذها وهو ما يؤكد بانها فكرة رائعة ، وجدت القبول من الجميع، وتعتبر اي الفكرة من ادوات التطوير فعلاً ، لان التطور لا ولن يحدث الا بعقد المعسكرات الداخلية والخارجية واقامة المنافسات المحلية باستمرار والتمثيل الخارجي وهو ما تهدف له الفكرة بالمساهمة في اقامة المعسكرات وتجهيز اللاعبين.
ولكن هنالك اصوات عارضت هذه الفكرة ما تعليقك؟
نعم، وجدنا بعض العراقيل وهنالك من رفض الفكرة بحجة ان تنفيذها سيسهم في الابقاء على مجلس ادارة الاتحاد الحالي لذلك كان الرأي بان تنفذ عقب ازاحة هذا الاتحاد لكن نحن المؤيدون رأينا بان تنفيذها يجب ان يحدث بغض النظر عن من يدير الاتحاد لان هدفنا هو اتاحة الفرصة للاعبين في المشاركة خارجيا واستعادة امجاد السودان الضائعة، واتمنى ان يمضي الاتحاد على ذات النهج بطرح مثل هذه الافكار ويبني على فكرة المشروع الوطني بوضع الخطط والمشاريع واقامة المعسكرات.


وهل هنالك ايجابيات؟
بالتأكيد ، وفي رأيي انها ـ أي الايجابيات ـ طغت على السلبيات ابرزها انعاش ذاكرة محبي وعشاق اللعبة بان العاب القوى مازالت موجودة، بالاضافة الى تناول الاعلام لاخبار المعسكر الاول الذي انعقد بحاضرة جنوب دار فور “نيالا” وذلك خلال التغطيات الاعلامية عبر الوسائط المختلفة، وهو ما افاد ولاية جنوب دارفور نفسها اعلامياً ومعنوياً، هذا فضلاً عن الهدف الاساسي للمعسكر وهو اعداد اللاعبين ،وعبركم ارسل الشكر الجزيل لوالي ولاية جنوب دارفور السيد/ مهدي موسى على ترحيبه باستضافة المعسكر ودعمه المادي والمعنوي ، حدث ذلك في الوقت الذي رفضت فيه بعض الولايات استضافة المعسكر وذلك حتى لا يدعمون الاتحاد الحالي، وهذا من وجهة نظرهم ، ولكن من وجهة نظرنا نحن المؤيدون ان نترك الخلافات وان نبدأ وان نرمم من اجل العودة القوية.
كما ان الولاية استفادت من وجود الخبير محمود كينو من خلال المحاضرات التي قدمها واستفاد منها المدربين والكبار والناشئين، وكذلك النجاح الكبير للضاحية التي نظمت على هامش المعسكر، كل هذه الاشياء لفتت الانظار لالعاب القوى بعد غياب طويل، ولكن ما زال امامنا مشوار طويل اذا اردنا التطوير الحقيقي ، وقبل بداية هذا المشوار لابد من ازاحة الاتحاد واتاحة الفرصة لذوي الخبرة والدراية في كل فئات المنشط ، ادارة، تحكيم وتدريب، وعدم حصر الفكرة في اشخاص بعينهم ، عملت بانه ستكون هنالك جمعية عمومية اتمنى ان تكون بادرة خير وان يأتوا اشخاص مؤهلين ونحن على استعداد لدعمهم، فانا ارفض وبشدة بقاء الاتحاد الحلي لانه سبب رئيس في دمار المنشط.

حدثينا عن الوضع الراهن لالعاب القوى؟
وضع اقل ما يوصف بانه مزري ومخجل ، والاتحاد الحالي هو سبب ما حدث من دمار، فعقب وصول السودان الى المنصات العالمية وتحقيق ميدالية اولمبية عبر البطل اسماعيل احمد اسماعيل وابوبكر كاكي الذي احرز العديد من الميداليات العالمية من المخجل ان يكون وضعه الحالي بهذا الدمار وهذا التراجع ، فمن يديرون الاتحاد اناس متمسكون بالمناصب بلا تخطيط ولا افكار ولا مساعي للتطوير حتى ، انا استغرب كيف يظل مثل هؤلاء في ادارة الاتحاد
واذا عدنا الى كيف تحققت هذه الانجازات اعلاه بالتأكيد فهي لم تأت عن طريق الصدفة بل كانت عبر رحلة طويلة ، هنالك عمل كبير واعداد قوي وخطط بعيدة المدى وهذه مراحل التطوير التي نتحدث عنها.
واذا اردنا صناعة لاعب لابد من خطط طويلة المدى وليس ستة اشهر مثل المعسكر الحالي، بالتأكيد المعسكر ناجح لكنه ليس كافي لاعداد بطل حقيقي، فقط اردنا من اقامته تحريك الساكن والالتفات الى الناشئين والتشجيع لوضع الاساس الصحيح، ولكي يبدأ التطوير لابد من ارسال اللاعبين للمعسكرت الخارجية وكذلك الاستفادة من الخبراء امثال محمود كينو وغيره من المدربين الوطنيين.

واضافت:
وفي اعتقادي ان الاتحادات الولائية تمثل جزء كبير من اسباب هذا الدمار، فهي اتحادات لا دور لها، وبعض من يديرونها لا علاقة لهم باللعبة، ولا يعلمون من اين يبدأ سباق الـ 800 م واين ينتهي الـ 400 م ، فمثل هؤلاء ماذا سيقدمون ، فقط اشخاص يجلسون على الكراسي ادوارهم سلبية لا نشاط لهم ولا يصنعون ابطالا ولا برامج تطوير للمدربين والحكام ، كل همهم السفر والجري وراء مصالحهم الشخصية، وتساءلت منى : لماذا يؤتى بمن لا علاقة له بالمنشط، ( ولا حتى عارف كوعو من بوعو) وماذا سننتظر منهم؟؟
فانا اعلم بانه لا يوجد دعم لهذه الاتحادات الولائية والامكانات ضعيفة نعم، ولكن لابد من تحريك النشاط وايجاد افكار يمكن لها ان تطور لان الولايات هي مصنع الابطال، فلماذا يتمسكون بالمناصب وهم لا يستطيعون اقامة تنافس على مستوى ولاياتهم؟؟.
وواصلت: ما يحدث في الولايات ينطبق تماماً على الاتحاد العام،لذا لابد من تغيير شامل كامل وقد نجد عدد محدود من الولايات لديها نشاط، ولكن الاغلبية ( نايمة في الخط ) لا بطولات جمهورية ولا حتى تنافس على مستوى الولاية، لذا يجب ان يعلموا لا مجاملة في سبيل مصلحة السودان (والعاوز يزعل يزعل)

وماهي الحلول من وجهة نظرك؟
هنالك افكار كثيرة يمكن ان تطور وبها يمكن ان يعود السودان الى وضعه الطبيعي للمنصات العالمية، ولكن بشرط ان يذهب هذا الاتحاد السلبي المرفوض من مجتمع العاب القوى ، وغير مرحب به بالاجماع، فهو لا فكر له ولا خطط وحتى فكرة المعسكر التي نبعت من المشروع الوطني أرادو ان يتسلقوا عبرها لكن الجميع يعلم بفشلهم، ويكفي بانه اي الاتحاد وخلال العشر سنوات الاخيرة لم يضف شيئاً بل شهدت العاب القوى انهياراً تاماً واذا اردنا العودة لابد من بناء اساس قوي، والحلول كما ذكرت سابقا وضع الخطط والاستفادة من الخبرات.

ختاماً؟
من الاشياء المحزنة التي وددت التعليق عليها ، نحن في السودان لدينا خبير بقامة ومكانة البطل المعروف خليفة عمر الذي يمتلك كل هذه الامكانات الهائلة والخبرات الكبيرة وتتم الاستفادة منه في دولة غير السودان فهذا امر يدعو للحسرة، فهو حالياً يدرب المنتخب السعودي وتم منحه اقامة دائمة هناك ، وبالتأكيد ذهاب خليفة ناتج عن عدم اتاحة الفرصة له في وطنه ومثله كان يجب ان يكون رئيساً للاتحاد السوداني لالعاب القوى على اقل تقدير او وزيراً للشباب والرياضة ، لكنه غادر السودان هرباً لانه لم يجد مكانته في ظل وجود اتحاد لم يقدر امكاناته آنذاك، والدليل استقدام مدرب اجنبي (جامع ادن) ونحن نمتلك مثل خليفة عمر، والكشيف حسن وغيرهم من الخبرات الوطنية الموجودة في السودان مثل الخبير محمود كينو وعبد الرحمن مساعد وغيرهم ولكنهم لا يجدون الفرص الكافية للاستفادة منهم فهذا شيء يدعو للحسرة.
ختام اخير؟
كل عام والجميع بخير وألامة السودانية بخير وصحة وعافية ويعم السلام ربوع السودان وينعم الشعب السوداني بفترة جميلة في السنين القادمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى