الأخبار المحلية

مدرب المراحل السنية بنادي الجزيرة يكتب عن فرصة الهلال الاخيرة

اضحى الهلال السودان امام خيار واحد فقط وهو كسب المباراة الافريقية القادمة التي ستجمعه بشباب بلوزداد الجزائري في معقله. والفوز قد يكون متاحاً وبصورة كبيرة اذا كان للكابتن محمد احمد بشير ” بشة” المحلل التقني في الفريق الازرق وهو من أبناء النادي، اذا كان له رأياً فنياً في هذه المباراة بالنحديد لانه اي بشة الان الأقرب لحالة اللاعبين بحكم حداثة الكوتش كمال الشغيل في منطقة المدربين، والمعرفة التامة لمدرب المنتخب للاعبين الدوليين في نادي الهلال بحكم تواجدهم بالمنتخب فقط، وليس المحترفين واللاعبين الذين هم خارج كلية المنتخب.
لذا يجب ان يكون بشة هو حلقة التواصل بين المدربين واللاعبين لحين استلام المدرب الجديد لمهامه رسمياً ..

أدى الهلال اخر مباراة له في الدوري المحلي ضد هلال الفاشر، وبالرغم من تواضع المنافس الذي لم يقدم الفائدة الفنية التي ستساعد الفريق افريقياً ، الا اننا لمسنا روح جديدة لدى اللاعبين، ولا ندري هل كانن هذه الروح إثباتاً للذات بالنسبة للمدربين القادمين ام هي عودة لروح الانتماء للشعار التي غابت كثيراً ونتمناها كذلك.

هنا نقدم قراءة تحليلية للمضيف لعل وعسى نفيد اهل الشان في اراءنا وتحليلاتنا لفريق شباب بلوزداد :

يعتمد مدرب الفريق على خطة وطريقة لعب 1_4_2_3_1 وتتغير الطريقة على حسب استراتيجية اللعب والحالات التكتيكية في المباراة .

اسلوب اللعب في BP ( الكرة مع الفريق ) هو البناء من الخلف والانتشار واللعب في اوسع مساحة عرضية. ودائماً ما يشارك حارس المرمى في البناء .
اما عند التحول الى مرحلة تطوير الهجمة تبرز قوة الفريق من خلال عمل كل المجموعة على إيصال الكرة الى قائد الفريق والعقل المفكر *( أمير سعيود* ) وهنا يعتمد التطوير على مكان تواجده، وهو لاعب ذكي يعمل دائماً على التحرك من غير كرة وإيجاد المكان الخالي من الرقابة لذلك يصعب اللعب معه “رجلا لرجل” لذا يجب على لاعبي الهلال تغطية المساحة التي يتحرك فيها، فهو اي سيعود يقوم بتطوير الهجمة في الناحية اليسرى او وسط الملعب دائماً وهو المسئول عن تحديد طريقة إنهاء الهجمة التي دائماً ما تكون بالعمق لان أمير ماهر جدأ في التمريرة الاخيرة، مع تواجد ( *سالمي* ) لاعب المحور الذي يقوم بدور “البوكس تو بوكس” كما كان في مباراة مازيمبي ولكن في مباراة صن داونز كان احتياطياً في اختيار غريب من المدرب للاعب *”ميرزاق”* في مكانه وتواجد المهاجم *”بيشو”* والافريقي *”اكومكو”* القوي جداً والذي ايضاً شارك في مباراة مازيمبي وهو محطة هجومية يستند عليها الفريق.
بصورة عامة يبدأ تحرك اللاعبين عند وصول الكرة الي *أمير سعيود* لذا ننبه على ضرورة تغطية التي يوجدها اللاعب لنفسه.

اما في الحالة التكتيكية OBP ( الكرة مع المنافس) فالفريق ليس بالتنظيم الجيد دفاعياً ولا يلعب ككتلة (COMPACT ) ، وهنا تحدث ثغرات دفاعية واضحة خصوصاً اذا استطاع الهلال تطوير الهجمة عن طريق الاطراف والاعتماد على العرضيات لا يستطيع الشباب التغطية المزدوجة او ال “مان تو مان’ كما حدث في مباراة صن داونز وحتى مباراة مازيمبي رغم عدم احراز هدف ولكن وضح الضعف في حالة استحواذ المنافس على الكرة ودائماً ما يكون الفريق متساويا مع المنافس في الحاله الدفاعية وهذا خطأً كبيراً، كما يعتمد الفريق على الدفاع المتقدم والمتوسط ولكن من غير تحركاً جماعياً

وفي حالة التحول الى الهجوم الفريق قوي جدا
ويكون ذلك عن طريق التحول الجماعي، وهنا تكمن قوة الفريق الحقيقية باستغلال أمير سعيود للمساحات الخالية ويقوم سيعود نفسه بالصناعة للاعبين القادمين من الخلف او التسجيل كما حدث في مباراة صن داونز.
ومن الطبيعي والهلال يلعب خارج الارض ان يكون هنالك تمركزاً وتنظيماُ دفاعياً، وعدم الاندفاع للهجوم واللعب علي المكسب من خلال جزئيات سنتحدث عنها لاحقاً.
وتكمن مشكلة شباب بلوزداد الحقيقية في حالة الارتداد من الهجوم الي الدفاع وذلك لعدة اسباب :
اولاً الفريق بدنياً غير جاهز لانه لم يؤد مباريات كثيرة كما تم تأجيل عدد من مبارياته في الدوري.
ثانياً دائما ما يوجد اللاعب أمير سعيود والمهاجم بيشو ولاعب الوسط انغومبو خارج منظومة اللعب الدفاعية بالاضافة الى إتاحة المجال للاعب المستحوذ علي الكرة لحظة الفقدان للعب المباشر للأمام وعدم ضغط اقرب لاعب لعمل التأخير وإعادة التنظيم.
اتمني ان يكون الهلال قد تدرب كثيراً على التحول الى الهجوم لحظة الاستحواذ وهذه من الجزئيات المهمة التي تحدثنا عنها سابقاً.

*نقاط الضعف لدى الفريق الجزائري:
عدم اجادة حارس المرمى التعامل مع الكرات العرضية، كما انه لا يقوم بتوجية اللاعبين للتغطية والفريق لا يقوم بتغطية المساحة الخالية لذلك التحرك في المساحة لحظة العرضية ان حدث سيكون لصالح الهلال .
غياب المدافع كداد الذي طرد في مباراة صن داونز سيكون مؤثراً جدا خصوصا في قلب الدفاع.
الفريق ككل في الحالة الدفاعية غير جيد.
الاحباط من النتيجة السابقة والتسرع وليس السرعة للفوز على الهلال اذا تعامل الهلال معها جيداً ستكون نقطة ضعف كبيرة لدى الجزائري.
ضعف المردود البدني اذا استطاع الهلال الضغط بالشكل وفي المكان الصحيح.

*نقاط القوة*
أمير سعيود يمثل 70% من قوة الفريق لذا يجب مراقبة المساحة التي يتحرك فيها وليس مراقبة اللاعب “مان تو مان” لذكاء اللاعب في الهروب منها.
التحول سريع جداً عند الاستحواذ ودائماً يكون من الوسط او اليسار ثم تحرك لاعب الوسط اليمين والاعتماد على لعب باص بيني له.
اذا اعتمد الهلال علي نتيجة شباب بلوزداد ضد صن داونز ستكون نقطة قوة للشباب

ملخص عن مباريات شباب بلوزداد في المبارتين السابقتين

مباراة مازيمبي كانت جيدة جدا للفريق وقدم اداء رائع فيه تماسك وحيوية ومرونة تكتيكية في الملعب بالرغم من عدم احراز اهداف ولكن بمعطيات الارض أحرز نتيجة ممتازة جدا أدخلت الخوف في كل فرق المجموعة، وتميز الرباعي سعيد واكومكو وانقوبو وسالمي بالاضافة الي المتميز سعيود.

اما في لقاء صن داونز فقد حدث شيئاً غريباً فالرباعي الذي تميز في مباراة مازيمبي اجلسهم المدرب علي دكة البدلاء بل شارك منهم سالمي فقط مكان ميرزاق كلاعب محور وبدات الكوارث برحلة الطيران التي استغرقت وقت طويل ثم الوصول المتاخر الي تنزانيا واللعب في درجة رطوبة عالية وحرارة اعلى وجاءت ام الكوارث بطرد كداد في بداية المباراة واللعب بعشرة لاعبين ورغم ذلك احدث الفريق تماسك واستطاع الخروج بالتعادل الايجابي في الشوط الاول ولكن سرعان ما فقد الفريق للتركيز وربما المجازفة الهجومية والتبديل الخاطئ للمدرب بخروج المهاجم بيشو وترك مهمة الهجوم لأمير الذي اصبح تحت أعين لاعبي صن داونز ونحن نعلم بسهولة مراقبة المهاجم عكس اللاعب الذي يتحرك بين الخطوط وهنا ايضاً ظهرت الفوارق البدنية مما ادى الي هزيمة كبيرة للفريق …
لكن الظروف التي حدثت في مباراة صن داونز لن تتكرر في الجزائر وسيظهر شباب بلوزداد بشكل مغاير تماماً لذا يجب على الجهاز الفني واللاعبين ان يتناسوا مباراة صن داونز وتحليلها للاستفادة منها في خلق اسلوب مضاد للتحول للهجوم عن فريق شباب بلوزداد .

الهلال من خلال مباراة الدوري الاخيرة كانت هنالك روح وشكل للفريق خصوصاً الشوط الثاني ولكن نحذر الحارس ابو عشرين من الأخطاء التي ترتكب بسبب الثقة الزائدة وليس الاداء
التدرب على الكرات العكسية هي من الجزئيات التي يمكن ان تحقق الفوز.
اخيراً نتمني للهلال العودة بنتيجة إيجابية وهي الفوز لان الطريق اصبح واحداً ولا يحتمل فقدان اي نقطة.

*كابتن اسماعيل عمر*
*مدرب المراحل نادي الجزيرة ابوظبي*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى