التسويق الرياضي بوابة الإنتقال من الهواية الي الإحترافية (1)

في هذه السلسلة من المقالات سوف نحاول الإبحار في مجالات التسويق الرياضي العميقة، بدء من التاريخ والأهداف والخطط والإستراتجيات مروراً بالتطور الكبير الذي حدث في مجال التسويق الرياضي والذي حول الرياضة من مجرد أنشطه ترفيهية الي صناعة ضخمة تضخ في شرايينها مليارات الدولارات سنويا.
مفهموم التسويق عموماً وحسب تعريف الجمعية الامريكية للتسويق هو (مجموعة من الأنشطة والعمليات الممنهجة من أجل خلق تواصل وتبادل له قيمة ومنفعة للعملاء والشركاء والمجتمع ككل). ولكن قبل الخوض في علم ومهارات التسويق الرياضي بالتفصيل يجب علينا الإلمام اولاً بعدد من المفاهيم الرياضيه العامه إبتداءً من تعريف مفهوم الرياضة نفسه وما هي تلك الخصوصية التي تحملها الرياضة لتجعل منها مجالاً خصباً للإستثمار و التسويق كما أنه من الضروري التعرف على المراحل التاريخية التي مرت بها صناعة الرياضة حتي تصل الى ما هي عليه الآن.
وللتعمق اكثر في التسويق الرياضي سوف نجيب على بعض الاسئلة مثلاً هل التسويق الرياضي يعتمد فقط على الترويج سواء كان للنشاط الرياضي او للاعبين او للمنشأة الرياضية او حقوق البث او حتى بيع المساحات الإعلانية على أزياء الفريق او مقر النادي؟ في سبيل تحقيق الأهداف أعلاه تلجأ المؤسسات الرياضية لعدد من الاساليب والخطط والإستراتيجيات التسويقة لإجتذاب شركاء ورعاة وسوف نتناولها بالتفصيل والترتيب إن شاء الله.
ويوجد سؤال جوهري وهو من هو الأحوج للتسويق عبر الرياضة وعقد شراكات ورعايات؟ هل المنظمات الرياضية مثل الاتحادات الرياضية والأندية هي التي تحتاج لعقد شراكات والحصول علي رعايات ؟ ام الموسسات الأخرى كالشركات والبنوك هي التي تحتاج للمنظمات الرياضية للترويج عبرها؟ والاجابة كانت وبحسب العديد من الدراسات والإحصائات هي أن المؤسسات والشركات اكثر حوجة للرياضة وفي العادة تجني الكثير من الفوائد عبر شراكاتها مع المنظمات الرياضية. وسوف نبين ما هو الشيء المميز في الرياضة لجعلها واحدة من الوسائل الفعالة جدا للتسويق. فقط للعلم ولمعرفة حجم الأموال الناتجة عن التسويق فإن اللجنة الاولمبية الدولية لها ثلاثة عشر راعياً أساسياً يدفعون ما يقارب المليار دولار خلال الاربع سنوات والأدهى من ذلك انه ليس من بين الرعاة الأساسين شركات للمنتجات الرياضيه مثل نايك او اديداس..!!
معاً نلتقي في المقال القادم لنتعرف على مفهوم الرياضة والنشاط البدني ومدي إرتباطه بالمنافسة والترفيه ومن ثم التعرف علي الموجات التاريخية الثلاث للحركة الرياضية في العالم وبحسب بعض الباحثين تم تقسيمها الي الموجة المدرسية والموجة الحكومية وموجة السوق.