لن تكون مهمة المريخ سهلة أمام مولودية الجزائر في الدور ربع النهائي في بطولة كأس زايد للأندية الأبطال، كما يظن بعض المستندين على أن الفريق الجزائري يقبع في المركز السادس بدوري بلاده، فالمنافسة المحلية لست مقياساً لمستوى الفريق ولا تعبر عنه على الإطلاق.
والمتابع لمسيرة مولودية في البطولة العربية يعرف جيداً أن هذا الفريق شرس للغاية، ولا يمكن الاستهانة به، بدليل أنه هزم المحرق البحريني ذهاباً وإياباً في دور الـ32، وطبق الشيء ذاته ضد النصر السعودي المدجج بالنجوم، وهزمه في المملكة والجزائر، ما يؤكد أنه فريق صعب المراس، ويملك من العزيمة والقوة ما يجعله يشكل خطراً على المريخ.
مولودية في المباريات التي لعبها اعتمد على سلاحي السرعة والمهارة، وعرف الطريق إلى الشباك أحياناً عن طريق الهجمات المرتدة، وتطبيقها بشكل مثالي، وإن لم ينتبه مدافعي المريخ ومدربهم إلى هذا السلاح الفتاك ربما يلقون مصير الأندية التي سبقتهم عند مواجهة الفريق الجزائري.
ويجب أن لا يغتر لاعبو المريخ والزلفاني بالتأهل على حساب اتحاد الجزائر، ويظنون أنهم تفوقوا على متصدر الدوري ولن يصعب عليهم إقصاء سادس المنافسة، فهذا الفهم بالتأكيد سيضر بالأحمر، ويفقده نقاط المباراتين قبل بدايتهما، فالثقة المفرطة في مباريات كهذه تعود بنتائج عكسية على الفرق، وتحديداً في خط الدفاع الذي يعاني في الأصل من أخطاء متكررة لابد من الانتباه لها قبل المباريات المهمة ومعالجتها على وجه السرعة.
الحذر في المباراتين واجب، خصوصاً في مباراة الذهاب على أرض الخصم، لأن نتيجتها ستكون مؤشراً إما للخروج أو دخول الدور نصف النهائي من أوسع الأبواب، وبداية كتابة تاريخ ناصع في البطولة العربية يعوض به مافقده إفريقياً هذا الموسم، فالمجهود الذي بذل في البطولة العربية يستحق أن يتوج في نهاية المطاف بلقب أو الاستفادة قدر الإمكان من المبالغ المالية التي تمنح للواصلين إلى الأدوار المتقدمة، لحلحلة الكثير من المشاكل المادية ومنح بعض اللاعبين مستحقاتهم.
الكرة الآن في ملعب الزلفاني بعد تجديد الثقة فيه وتركه يعمل بحرية أكبر لتحقيق الإنجاز، وعليه أن يغتنم الفرصة في ظل وجود عناصر مميزة في الفريق يمكنها تحقيق الكثير للنادي إن استغلت بالطريقة المثالية من قبله.
