عودة روح.. وأداء عصري
حقق المريخ متطلبات كرة القدم الحديثة «سرعة، لياقة، مهارة، تخطيط»، في المواجهة التي جمعته أمس باتحاد العاصمة الجزائري، فاستحق النقاط بأربعة أهداف كل منها ينافس الآخر روعة، ويحكي إبداع محمد عبدالرحمن، وتميز النعسان، ويعكس تفرد كل منهما في التعامل مع الفرص أمام المرمى، فلم يتسرعا كحال بعض اللاعبين، إنما اتخذا قرار التهديف في لمح البصر، ونفذا بتركيز ودقة عالية، فكانت النتيجة لوحات رسمت بأقدامهما على الشباك، وغمرت المدرجات بالأفراح.
ثنائي عرف من أين تؤكل الكتف، مبكراً في مباراة صعبة، وتوجا جهود زملائهما بأهداف وضعت المريخ على مقربة من التأهل لدور الثمانية من كأس زايد للأندية الأبطال، وإن كانت المهمة ليست بالسهلة على ملعب الاتحاد، وتحتاج لجهد مضاعف للذي بذل في أمدرمان، لأن الفريق الجزائري لا يملك إلا القتال من أجل التعويض. وبمثلما استغل المريخ عاملي الأرض والجمهور، فالفرصة متاحة لـ«سوسطارة الحمرا» للعودة، طالما أنه يملك مقوماتها، ولا يمنعه منها إلا دخول المريخ للمباراة وكأنها الأولى له، مع رمي نتيجة الذهاب وراء ظهر لاعبيه.
وإن كانت هناك ثمة ملاحظة، فهي التقدير الخاطئ لبعض الكرات من قبل الحارس منجد النيل، وهذا بالتأكيد لا يقلل من مجهوده الكبير طوال زمن المباراة وأنقاذه لمرماه من أخطر الهجمات الاتحادية، غير أنه يحتاج لبعض التركيز في التعامل مع الكرات المعكوسة، التي يبدو أن الاتحاد يعتمد عليها بشكل كبير، لذلك فمعالجة الأمر من جانب مدرب الحراس مهم لكي لا يستغل الخصم نقطة الضعف هذه لصالحه، ومثلها بعض هفوات الدفاع التي تحتاج للمراجعة قبل موعد مباراة الإياب.
عدا ذلك كل شيء يبشر بالمضي في الطريق الصحيح، ويدل على تحسن كبير في مستوى الفريق، كمجموعة وأفراد، وعلى مستوى عودة الروح القتالية التي افتقدها اللاعبين في مباريات حاسمة مع نهاية مشوار الدوري الممتاز الماضي.
والإيجابية الأخرى تتمثل في أن المباراة أثبتت امتلاك المريخ لبدائل مميزة في كل الخانات، بدليل أن غياب أربعة عناصر أساسية لم يؤثر سلباً على الفريق، بل كان التميز حاضراً والنصر باهراً.