سوق اللاعبين..!!
*المفهوم الحقيقى لصفقات اللاعبين هو أن يقوم النادي بشراء لاعب بعينه لتحقيق أحد ثلاثة أهداف.. إما أن هذا اللاعب سيزيد من قوة الفريق وفرصته لتحقيق انتصارات وبطولات..
أو أن هذا اللاعب يعد استثماراً كروياً ومالياً وسيربح النادى الكثير جدا من المال بعد إعادة بيعه عقب موسم أو أكثر.. والهدف الثالث هو التعاقد مع هذا اللاعب لمنع انتقاله لناد منافس فتصعب منافسته والفوز عليه..
*أي أن التعاقد مع أي لاعب ليس بطولة فى حد ذاتها وليس أمراً يستحق الفرح والاحتفال وكل هذا الضجيج والصخب والصراخ الذين لا نشهدهم إلا فى كرتنا السودانية..!!
*والحديث هنا ليس مقتصراً على إدارات الأندية صاحبت القرارات والتعاقدات فقط بل تمتد دائرة حديثي لمربعات أخرى كمربع الجماهير على سبيل المثال . فقد أصبحت الجماهير سيفاً على رقاب إدارات الأندية ومسؤولي التعاقدات بعدما أحالت هذه الجماهير التعاقدات بتشجيع وتحريض ومساندة من بعض الإعلاميين إلى سباق ساخن ودائم وبطولة خاصة جدا..!!
*وعليه فقد أصبحت إدارات الأندية مضطرة للتعامل مع نجاح أو فشل التعاقد مع اي لاعب كأنه نجاح أو فشل فى الفوز ببطولة وكأس…..وهو فهم خاطئ لا يتناسب وعصر الاحتراف الذي نعيش.
*وعلى الرغم من أن ظاهرة السباق والتنافس في التسجيلات ظاهرة قديمة سبق أن مارستها الأندية منذ الستينات والسبعينات مرورا بالتسعينات وبداية الألفية حيث وصلت فيها الظاهرة لذروتها حينما كان يتم تهريب نجوم التسجيلات لخارج البلاد …بداية من أسامة امدوم ..مروراً بنزار كربوج …وعنتر وشيبوب ..والقائمة تطول.
*وعلى الرغم أيضاً من كل الحقيقة المثيرة التى حفظتها لنا أوراق التاريخ سواء عن إخفاء اللاعبين أو مطاردتهم أو حتى خطفهم وأحياناً اعتقالهم لحين انتقالهم.. إلا أن كل ذلك انتهى بتطبيق الاحتراف الكروى فى السودان بشكله الحالي . كما أن أسعار اللاعبين المتزايدة بمعدلات تفوق زيادة أسعار أى سلعة أخرى فى السودان باتت تلزم إدارة أى ناد بالتمهل وإجادة الحساب قبل النزول إلى بحر الإغراءات والمزايدات والملايين.. كما تفعل إدارة الهلال حاليا مع اللاعب ابوعاقلة.
*ولا أقصد أننى أعترض على هذه الزيادة ومقولة أنه لا يوجد لاعب سوداني يزيد سعره عن 50 الف دولار التي لايزال البعض يرددها من باب النقد أو باب السخرية، فقد سقطت هذه العبارة بعدما أصبح هناك لاعبين سودانين يعارون أو ينتقلون بملايين كثيرة جدا لأندية ليبية وغانية وحتي فرنسية وغيرها .. ومن السخف مطالبة أى ناد سوداني بعدم دفع الملايين الكثيرة لشراء لاعب، بينما تعير أو تبيع نفس هذه الأندية لاعبيها بأضعاف سعر الشراء المحلي.. كما ستسقط أيضاً خرافة تحديد سقف لأسعار اللاعبين لأنها دعوة رومانسية وزائفة أيضاً.. والمهم هو تحديد الهدف من التعاقد مع أي لاعب حتى لو لم يتم إعلان الهدف.. كما أن رغبة اللاعب نفسه تبقى أمراً لا يمكن تجاهله وفقاً لقواعد وقوانين الفيفا، والحكاية كلها باتت تحتاج للوقار والهدوء وإعادة ترتيب كل الأوراق من جديد.
*حكايات وحكايات
**لابد من اعادة النظر في مسالة تسليم حوافز التسجيلات وفق لوائح معروفة للجميع تحفظ حقوق النادي وحقوق اللاعبين فالطريقة المتبعة حاليا فيها الكثير من الظلم للاندية.
*في كل العالم هناك نظام متبع ومتعارف عليه في ترتيب الشؤون المالية حيث تقوم ادارات الاندية بتسليم اللاعبين مقدم عقد وتتفاوت نسبته على حسب الاتفاق بين اللاعب وادارة النادي ثم يتم تقسيم متبقي المبلغ على شكل مرتبات شهرية او حتى على طريقة اقساط تحدد فترتها الزمنية بالاتفاق بين الطرفين.
*هكذا تدار الشؤون المالية في دنيا الاحتراف الخارجي وهكذا تحافظ الاندية على مكتسباتها.
*في السودان يطالب اللاعب بقيمة التعاقد كااااش وفوري ولايقبل بمسالة نسبة من مقدم العقد ولو كانت فوق ال50%.
*وللاسف الشديد ساهم ضعف الادارات وغياب اللوائح المالية المنظمة لهذه المسالة في تثبيت مفهوم منح اللاعبين كل قيمة تعاقدهم مقدماً.
*هكذا تدار العمليات الاستثمارية والتسويقية في. كبريات الاندية.
*هذا الطرح لايعني باننا ننحاز للادارات على حساب اللاعبين ..الذين ياخذون في النهاية حقهم (تالت ومتلت).
*نحن نتحدث عن العدل والانصاف…فلا يعقل ان يقبض اللاعب كل قيمة تعاقده مقدما…ويترك اداراة النادي تنتظر فتات مايجود به علي الفريق من عطاء دون اي ضوابط محاسبية..!!
*عموما هي وجهة نظر راينا ان نطرحها قد تجد القبول والترحيب من البعض وقد يتحفظ عليها اخرون …وفي نهاية الامر هي رؤية آمنت بطرحها وليس من الضرورة الاجماع عليها فقط اتمنى ان تجد حظها من الدراسة والتمحيص…والنقاش.
*حكاية أخيرة
ياوطني يابلد احبابي